عفريت المصباح السحري

عفريت المصباح السحري

بينما كنت سائرا على شاطئ بحر غزة أحاول ان اخرج قليلا من الهم الذي الم بي فلا شيء حوالي يدعو للتفاؤل ، ضيق ذات اليد ، عدم العمل ، اشتباكات بين الأخوة وأخرى بين الأعداء وغيرها من الأمور التي لا تخفي على احد

أبصرت صندوق خشبي يضفوا علي سطح البحر نزلت مباشرا إلى المياه ،جاهدت حتى انتشلته وأنا امني نفسي بكنز ثمين ، الصندوق غريب الشكل كثير الزخارف محكم الإغلاق لدرجة إنني استغرقت أكثر من ساعة حتى تمكنت من فتحه . أزحت الغطاء الخارجي للصندوق وفي مخيلتي علي بابا وجواهره الشهيرة لكني أصبت بخيبة أمل عندما لم أجد بداخله إلا مصباح عتيق اصفر اللون لكنه ليس بذهب حتى!!

ألقيت المصباح خلفي وأنا ابكي حظي العسر ، لقد منيت نفسي بجواهر وذهب لكن ما حصلت عليه لا شيء ، كم أنا غر ساذج يبدو ان مشاهدتي للأفلام السينمائية قد أثرت علي عقلي أو يمكن أنني تعلقت بقشة الوهم لأخرج من الكرب الذي الم بي وبآلاف الشباب غيري في البلاد

هممت بالانصراف فالفجر أوشك على البزوغ لكني أحسست بحركة غريبة خلفي استدرت مسرعا لأرى شيء غريب حقا ، المصباح الذي ألقيت به على الرمال يتحرك كأن فأرا ما بداخله يحاول ان يخرج ، ارتجفت من الخوف ألا ان الفضول كان أقوى من ان يقاوم تحركت بحذر نحو المصباح حملته بيدي وأخيرا قررت ان أتخلى عن حذري وأزحت الغطاء الصغير عن عنق المصباح ليتصاعد منه دخان كثيف ، ألقيت به مسرعا على الأرض ، حاولت ان اجري مبتعدا لكن قدماي تسمرت في مكانها ، تشكل الدخان علي هيئة إنسان عملاق ضحكته تصم الأذن ، هنا فقط استطعت ان اجري ألا انه أوقفني بحزم وقال لي لا تخف ، سألته عن أشياء كثيرة فاجبني بأنه جني غضب عليه سيده فحبسه في ذلك المصباح ، ألا انه ندر لله ان من يحرره سوف أصبح عبدا له وألبي له أي طلب

فرحت كثيرا بما سمعت ، أخيرا سوف ابتعد عن البلاد ، أخير سوف أحقق حلمي وأصبح ثريا لما لا وأنا معي الجني الشهير صاحب الأحلام سألته وإذا لم تستطع ان تنفذ ما اطلب؟ فضحك بصوت عالي وقال أنا استطيع ان افعل شيء وحتى تكون مرتاح البال سوف اعقد معك اتفاق وهو ان أنا استطعت ان أنفذ لك ثلاث طلبات أطلقت سراحي وان لم استطع ان أنفذ أي واحد احبس نفسي للأبد في ذلك المصباح

زاد سروري فهو يبدو واثقا مما يقول ، وألان هو وقت الطلبات نظرت أليه بتركيز شديد ثم قلت له حسنا الطلب الأول احملني الي خارج هذه البلاد فأنا أريد أرى الدنيا كلها

صرخ الجني وزمجر ، نظر الي بعيون حمراء نارية ثم قال حرام عليك ما فعلته بي لماذا هذا الطلب ؟ نظرت أليه مستغربا ثم قلت انه طلب بسيط ولا يحتاج كل هذا فقال أنا لا استطيع ان اعبر معبر رفح حتى أحملك الي خارج القطاع فنظرت أليه مستفسرا فقال أنا لا احمل هوية فلقد أتيت للبلاد بتصريح زيارة

قالها وعاد مرة أخرى الي المصباح وهو ينتحب