سيف الدين أغوكاد -------------------------------------------- صاحب الموقع
•دعـآئےُ •|: : || الـعـمـل || : مصمم مواقع حر || البــــلد || : || مـسـآهـمـآتي || : 470 || نــقـاطي || : 15120 || نقط التميز || : 11 || تسجيلت ب || : 14/03/2012 || مـوقـــعــي || : Www.OuTaT.HooXs.CoM |•الاوسمة•| : |•احترام القوانين•| :
| موضوع: سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل .. القصة الأخيرة (2) السبت مارس 31, 2012 7:13 pm | |
|
انتهيت في الفصل الأول بنجاح أيوب في الباكالوريا، هذا النجاح الذي سمع به القاصي والداني باعتبار أيوب أشهر تلميذ ثانوية عامة بالمدينة، معروف من الجميع دون استثناء، قدرته الغريبة على التحمل والصبر كانت محل اهتمام الكل، سواء كان اهتماما مشجعا أو مواسيا، ولكنه في الحالتين كان اهتماما بأمر غير عادي، سبع سنوات كاملة في نفس المستوى الدراسي، دون كلل أو ملل، كانت كافية ليسأل من يسمع او يرى، أصبح أيوب بعد النجاح كالديك المنتفخ، أو كالطاووس، أيوب أمسك بتلابيب الباكالوريا، كان كمن تحصل على درجة الدكتوراه وليس مجرد ثانوية عامة، وتزامن هذا مع البهرج الكبير الذي صاحب نجاحه ليعطيه صورة مغايرة للواقع، ومهما تكن الحالة فالمهم انه نجح، ولكن هل كان النجاح مهما فعلا؟؟؟؟
انتقل أيوب للدراسة بالعاصمة، شعبة فلسفة، كان الامر غريبا جدا لديه، من قرية صحراوية صغيرة نائية في اقصى الجنوب الى قلب العاصمة في اقصى الشمال، كان انقلابا لم يستطع استيعابه واحتواءه بسرعة، وأمضى قرابة الثلاثة أشهر ليستوعب التغير، كانت مدة كافية ليطل عليه الامتحان الثلاثي وهو لم يدخل اي محاضرة بشكل جدي كطالب، بل كان حضورا مهمشا لمجرد الحضور ليس الا، وانتهى العام بوتيرة غريبة افاق منها أيوب على نتيجة الرسوب في اول سنة فلسفة.
اعاد السنة وفق رؤية جديدة منزوعة من صدمة الانبهار بحركية العاصمة، ونجح منتقلا للسنة ثانية فرحا بأول نجاح له في دراسته الجامعية، كان فرحا سريعا ما اختفى بحلول اول السنة الدراسية، والسبب ان ثمانين في المائة من برنامج الدراسة أصبح باللغة الفرنسية، بعد ان كان باللغة العربية، وأيوب أغبى طالب في هذه اللغة، رغم انه درسها طيلة الابتدائي والثانوي ولكنه كان يمقتها ويكرهها بشدة، ولا يعرف سوى نطق وكتابه اسمه، أصبحت الفرنسية تمثل السيف المسلط على مستقبله الدراسي ككل، يحضر المحاضرات فلا يفهم منها شيئا، وكأنه لم يسمع درسا بالمرة، ونتيجة هذا كانت منتظرة، فقد فشل فشلا ذريعا في الامتحانات وحتى السهلة منها لم يتحصل فيها على المعدل، فمعدلاته كانت اصفارا متتالية، وهذه الأصفار قادته حتما للرسوب.
لم يحزم امتعته ويرمي المنديل الأبيض، ولكنه صمم على التحدي واعادة السنة وبتصميم جديد وتحد جديد ونوعي متمثلا في القضاء على عائق اللغة الفرنسية الذي سيحطمه لو لم يحطمه هو، كان يقرأ دائما أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر والتعلم في الكبر كالنقش على الماء، أيوب صمم على جعل هذا الماء جليدا يمكن من الكتابة فوقه، وكانت بالفعل خطوة رائعة في تحدي المستحيل.
ماذا فعل؟ وهل نجح؟ وما هو الأسلوب المتبع؟
| |
|